اقليم الحسيمة.. شبح الجفاف يدفع الكثير من الفلاحين للهجرة
يواجه إقليم الحسيمة تحديات كبيرة بسبب توالي سنوات الجفاف التي أثرت بشكل سلبي على قطاع الفلاحة في المنطقة. فالفلاحون في هذه المنطقة يمارسون الفلاحة البورية، والتي تعتمد بشكل أساسي على التساقطات المطرية كمصدر للمياه اللازمة للزراعة. ومع تراجع تساقط الأمطار على مر السنوات، انخفض الإنتاج الفلاحي لهؤلاء الفلاحين، مما أثر على مدخولهم المالي وحياتهم اليومية.
تأثير انخفاض الإنتاج الفلاحي للفلاحين في إقليم الحسيمة كان واضحاً على مستوى الاقتصاد المحلي، حيث تعتبر الفلاحة أحد القطاعات الرئيسية التي تسهم في توفير فرص العمل والاستقرار الاقتصادي في المنطقة. ومع انخفاض الإنتاج، تراجعت إيرادات الفلاحين وزادت صعوباتهم المالية، مما أدى إلى زيادة الفقر وعدم القدرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
لم تكن الآثار الاقتصادية لتوالي سنوات الجفاف تقتصر فقط على الفقر والصعوبات المالية، بل أدت أيضاً إلى زيادة ظاهرة الهجرة من المناطق القروية نحو المدن أو حتى الهجرة إلى الخارج عبر قوار الموت. حيث سعى الكثيرون من سكان المناطق القروية إلى ترك ممتلكاتهم والبحث عن فرص الشغل في المدن، مما أدى إلى تراجع النشاط الفلاحي في تلك المناطق وترك الأراضي الزراعية بدون استخدام.
ويؤكد اخبراء انه لمواجهة هذا المشكل يجب على السلطات المعنية تبني سياسات واستراتيجيات للتكيف مع التغيرات المناخية ومواجهة الجفاف في المنطقة، من خلال توفير البنية التحتية اللازمة لتخزين وتوزيع المياه، وتعزيز استخدام المصادر المائية المستدامة، وكذا تقديم الدعم الكافي للفلاحين، لتحفيزهم وتشجيعهم على البقاء في مناطقهم.
دليل الريف
